حلب تتصدر أحداث الثورة في عام 2016 وتودعه تحت الاحتلال

ساعات قليلة تفصل العالم عن استقبال عام 2017 وطي صفحة عام 2016 الذي حمل الكثير من المتغيرات على الصعيد العالمي وعلى صعيد الثورة السورية بشكل أخص لا سيما في مدينة حلب التي شهدت تقلبات كبيرة منذ بداية عام 2016 وحتى نهايته.
منذ بداية العام الذي يشارف على الانتهاء بدأت قوات النظام حملة عسكرية استهدفت الريف الجنوبي في مدينة حلب، كان ذلك بالتزامن مع دخول قوات الاحتلال الروسي المعركة إلى جانب قوات النظام ودعمها بإمداد جويّ في عملياتها العسكرية، استطاعت قوات النظام من السيطرة على رقعة واسعة من المناطق في الريف الجنوبي لمدينة حلب قبل أن يقوم جيش الفتح بشن هجوم معاكس مستعيداً معظم النقاط التي خسرها أهمها بلدة العيس الاستراتجية، تلا ذلك حملة عسكرية كبيرة على الأطراف الشمالية من مدينة حلب في كل من حندرات ومنطقة الملاح وطريق الكاستيلو، وبعد أشهر من القتال العنيف استطاعت القوات المهاجمة السيطرة على طريق الكاستيلو وحصار مدينة حلب لمدة أكثر من شهر، قبل أن يطلق الثوار في مدينتي حلب وإدلب معركة حلب الكبرى "1" والتي استطاعوا من خلالها فك الحصار عن المدينة والسيطرة على أهم قلاع النظام في حلب المتمثلة في "الكليات" وكذلك مشروع 1070 شقة، إلاّ أنّ القصف الجوي الصاروخي العنيف أجبر الثوار للتراجع لتتمكن قوات النظام والمليشيات المواليه لها فرض حصار اخر على مدينة حلب وعلى أكثر من 300 ألف نسمة داخل الأحياء الشرقية انذاك.
انتهى العام 2016 وأبناء حلب مهجرين من أحيائهم ومنازلهم، بينما انتشرت الشرطة العسكرية الروسية داخل أحياء مدينة حلب الشرقية، وكذلك الحرس الثوري الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني، ومليشيا حركة النجباء العراقية وغير ذلك الكثيرين ممن استجلبهم نظام الأسد في دمشق لقتل أبناء الشعب السوري أو على أقل تقدير تهجيرهم من مدنهم واستبدالهم بغرباء يكونون عوناً له في كل المحافل فيما لو استدب الأمر له، انتهى عام 2016 وعشرات الالاف من السوريين يعيشون في خيام لا تصلح لأن تكون مكان للعيش على الحدود السورية التركية، وكذلك ملايين المهجرين والنازحين في دول الجوار وفي الدول الأوروبية كانوا ينتظرون أن يسقط نظام الأسد ليعودوا امنين إلى ديارهم، بيد أنّ للمجتمع الدولي كان كلام اخر فيما يخص أحلام الشعب السوري وكلمته التي قالها منذ 6 سنوات، ويقبل إلينا عام جديد بحلة جديدة، يتمنى السوريون أن يكون أفضل من العام الذي سبقه، ويحمل في صفحاته حروفاً بيضاء، تجمع شملهم وتعطيهم حريتهم وكرامتهم التي طالما نادوا بها منذ منتصف اذار عام 2011.